سرطان الثدي

سرطان الثدي ثاني سبب رئيسي لوفيات النساء ويمثِّل 28% من إجمالي حالات السرطان حول العالم

اكتشاف المرض مبكراً يساعد في السيطرة عليه والتقليل من مضاعفاته

الثدي يتألف من نوعين رئيسيين من الأنسجة: أنسجة غدّية وأنسجة داعمة. الأنسجة الغدية تغلف الغدد المنتجة للحليب وقنوات الحليب. بينما الأنسجة الداعمة تتكون من الأنسجة الدهنية والأنسجة الرابطة الليفية في الثدي. الثدي أيضاً يحوي نسيجاً ليمفاوياً (أنسجة جهاز مناعي تزيل النفايات والسوائل الخلوية). وللتعرّف أكثر على الثدي وأمراضه التقينا الدكتورة وفاء طاهر أبو محفوظ استشارية الجراحة العامة .

* دكتورة وفاء عرفينا بمكونات الثدي...؟

- يحتوي كل ثدي على حوالي من 15-20 فصاً وكل فص يحتوي على فصوص صغيرة تنتهي بحويصلات تنتج اللبن. وكل هذه الفصوص ترتبط بقنوات وهذه القنوات تصل إلى الحلمة الموجودة في منتصف منطقة داكنة اللون بالثدي. ومن المعروف أن كمية من الدهون تملأ الفراغات الموجودة حول الفصوص والقنوات ولا توجد عضلات في الثديين ولكن توجد عضلات أسفل الصدر وتغطي الضلوع.

* ما هو سرطان الثدي Breast Cancer، وهل له أنواع..؟

- سرطان الثدي هو شكل من أشكال الأمراض السرطانية التي تصيب أنسجة الثدي، وعادة ما يظهر في القنوات (الأنابيب التي تحمل الحليب إلى الحلمة) وغدد الحليب. يصيب الرجال والنساء على السواء، ولكن الإصابة لدى الذكور نادرة الحدوث، فمقابل كل إصابة للرجال يوجد 200 إصابة للنساء.

والأورام إما أن تكون سرطانية (خبيثة) أو غير سرطانية (حميد). الأورام الخبيثة تخترق وتدمر أنسجة الجسم السليمة. يمكن لبعض الخلايا ضمن الورم أن تنفصل وتنتشر بعيداً إلى أجزاء أخرى من الجسم. وهذا يسمى انبثاث.

* وما هي أنواع سرطان الثدي...؟

- يقسم سرطان الثدي بداية إلى نوعين، سرطان غازي invasive، وسرطان مقيم noninvasive - in situثابت. السرطان المقيم لا ينتقل إلى الأنسجة المحيطة به. وواحد من كل سبعة سرطانات ثدي هو سرطان مقيم تقريباً.

سرطان الثدي المقيم إما أن يكون مقيماً في القنوات أو يكون مقيماً ضمن الفصوص. سرطان القنوات يبدأ في القنوات (الممرات التي تنقل الحليب). سرطان الفصوص يبدأ في غدد إنتاج الحليب. سرطان القنوات المقيم يمكن أن يتحول إلى سرطان غازي إذا لم يعالج. أما سرطان الفصوص في أغلب الأحيان لا يتحول إلى غازي.

وعندما يبدأ سرطان الثدي في الانتشار خارج الثدي فإن الخلايا السرطانية تصل إلى الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط وفي هذه الحالة فإن السرطان يبدأ في الانتشار إلى جميع خلايا الجسم الليمفاوية.

سرطان الثدي إحصائياً

* هل هناك إحصائيات ثابتة للإصابة بسرطان الثدي..؟

- سرطان الثدي هو ثاني سبب رئيسي لوفيات السرطان في النساء (بعد سرطان الرئة). ويشكل سرطان الثدي نسبة 28% من إجمالي حالات السرطان المكتشفة حول العالم.

* ما هي العوامل التي ترفع من درجة الخطورة للإصابة بسرطان الثدي..؟

- هناك عوامل من شأنها أن تزيد من خطورة التعرض للإصابة بهذا المرض، وهي بالتفصيل:

- العمر: تزيد نسبة احتمال الإصابة بهذا المرض كلما زاد سن السيدة، وهناك حوالي 77% من حالات سرطان الثدي تشخص بعد سن 55 عاماً.

- العوامل الوراثية: تشير الإحصائيات إلى أن نسبة 5 - 10% من حالات سرطان الثدي لها مسببات وراثية، وتحديداً تشوهات في عمل جينات طبيعية مثل BRCA2،BRCA1 علماً بأن هذه الجينات يحملها الرجال والنساء سواسية لذا يمكن وراثتها عن طريق الوالد أو الوالدة.

ويذكر أن خطورة الإصابة ترتفع أيضاً مع وجود حالة مماثلة لدى قريبات مباشرات (الأم، الأخت، الخالة، العمة أو الجدة).

الإصابة بسرطان الثدي: عند التعرض للإصابة بسرطان الثدي فإن احتمال خطر الإصابة في الثدي الآخر ترتفع بنسبة 3 إلى 4 أضعاف.

- علاج إشعاعي في الصدر: في فترة سابقة Radiation Therapy بين البلوغ و30 سنة.

- الدورة الطمثية: بدء الدورات الطمثية بشكل مبكر (قبل سن 12سنة) أو تأخر سن انقطاع الطمث بعد سن 55 سنة.

- عدم الإنجاب أو تأخر أول حمل لما بعد 30 سنة.

- موانع الحمل التي تؤخذ عبر الفم: هناك احتمال استناداً إلى عدة دراسات أن يؤدي استعمال موانع الحمل عبر الفم إلى ارتفاع بسيط في نسبة التعرض للإصابة بسرطان الثدي. هذا الارتفاع ينعدم بعد الانقطاع عن استعمال هذه الأدوية لمدة تزيد عن 10 سنوات.

- استعمال هرمون الأستروجين بعد سن انقطاع الطمث.

- الرضاعة: ممكن أن يقلّل الإرضاع الطبيعي من الثدي إلى حد ما من نسبة الإصابة بسرطان الثدي خصوصاً إذا تواصل الإرضاع لمدة سنة ونصف إلى سنتين.

- السمنة المفرطة والطعام الغني بالدسم.

اكتشاف المرض باكراً يساعد

في السيطرة عليه

* كيف يتم الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي..؟

- إن الاكتشاف والعلاج المبكر لسرطان الثدي يقلّل نسبة الوفيات بسبب سرطان الثدي، حيث إن الأورام تكتشف غالباً صغيرة وفي حالات مبكرة ؛ قبل التفشي لبقية أجزاء الجسم، وبالتالي سيطرة أفضل على المرض ومضاعفاته. ويتم الاكتشاف المبكر عن طريق عمل أشعة على الثدي بطريقة منتظمة وفحص الثدي بانتظام.

الفحص الذاتي للثدي

على كل امرأة فوق سن 20 سنة أن تجري فحص لصدرها مرة كل شهر.

إذا كانت السيدة لا تزال في مرحلة الحيض، فعليها القيام بإجراء الفحص 3 إلى 4 أيام بعد نهايته.

أما إذا كانت السيدة قد بلغت سن انقطاع الطمث فيمكن عندها إجراء الفحص خلال أي يوم في الشهر وذلك كل 30 يوماً..

الفحص الذاتي لا يستبدل

الفحص الإشعاعي

* د. وفاء، ما هي العلامات غير الطبيعية..؟

- الأعراض التي قد تظهر عند الفحص الذاتي:

- ورم في موضع معين.

- تغير في شكل أو حجم الثدي.

- انخفاض أو نتوءات بالجلد.

- تغير في لون الجلد.

- خروج إفرازات خاصة الإفرازات الدموية من الحلمة خلال الفحص الذاتي.

يجب التنويه إلى أن الفحص الذاتي لا يستبدل الصورة الشعاعية.

نجاح الأشعة في كشف أكثر

من 90% من أورام الثدي

* ماذا عن الفحص بالأشعة Mammography؟

- يعتمد العلاج الناجح لأورام الثدي الخبيثة على التشخيص المبكر، ويشكل فحص أشعة الثدي دوراً كبيراً فيه. وفحص أشعة الثدي ينجح في تشخيص أكثر من 90 % من أورام الثدي، حيث يمكن اكتشاف أورام داخل نسيج الثدي قبل الإحساس به بسنتين، كذلك يمكن الاستعانة بفحص الموجات فوق الصوتية أو أخذ عينة منه وفحصها بواسطة الميكروسكوب لاكتشاف الخلايا الخبيثة.

ويجدر بالذكر أن كمية الأشعة المستخدمة توازي تلك المستعملة في تصوير الأسنان وبالتالي لا تشكل خطراً.

الكشف المبكر عن سرطان الثدي

* ما هي التوصيات الهامة التي تمكننا من الكشف المبكر لسرطان الثدي...؟

- إجراء فحص أشعة سينية للثدي سنوياً ابتداءً من عمر 40 عاماً.

- إجراء فحص سريري للثدي كل 3 سنوات ابتداءً من عمر الـ 20 عاماً وكل سنة ابتداء من الـ 40 .

- الفحص الذاتي للثدي في سن الـ 20 يبقى اختيارياًَ ولكن على المرأة أن تستشير طبيبها في حال ظهور أي عوارض في الثدي.

مشكووووووووووور فيصلاوى للموضوع